أصل القراءات العشر و أسهل القرءات 

الحديث عن أصل القراءات العشر ليس أمرًا سهلًا، فهو أمر عليه خلاف كبير بين علماء قرات القران وفي هذا المقال سوف ننقل كلام جمهور العلماء ونشرح ما هي القراءات العشر وكيف ظهرت.

وسنتحدث عن أسهل الروايات التي يستطيع أن يبدأ بها كل من يسعى لتعليم القراءات، ثم سنعرض نبذة سريعة عن أئمة القراءات العشر رحمة الله عليهم جميعًا.

ما هي القراءات العشر

قبل الحديث عن أصل القراءات العشر لابد من تعريف معني قرات القران لنفهمها بشكل أفضل وما أسماء القراءات العشر ورواتهم.

وقد عرف عالم القراءات الشهير “ابن الجزري” القراءات بأنها “علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها معزوًا لناقله”.

أي أن القراءة هي الطريقة التي ينطق بها القارئ كلمات القرآن وفقًا لما تلقاه بشكل شفهي من شيخه، وهي طريقة قراءة انتقلت من جيل إلى جيل وصولًا إلى جيل الصحابة رضي الله عنهم الذين تلقوا كلمات القرآن مباشرة من الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو ما يُعرف بكلمة “التواتر”.

ومن أجل ضبط القراءات واستبعاد غير الصحيح منها هناك عدة شروط اعتمد عليها العلماء للتأكد من صحة القراءة وهي:

• توافقها مع أحد أوجه اللغة العربية.
• توافقها مع رسم المصاحف العثمانية.
•  تواتر نقلها بسند صحيح متصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد انطبقت تلك الشروط على 10 قراءات وهي العشر قراءات المتعارف عليها الآن ويطلق عليها الروايات المتواترة.

أصل القراءات العشر للقرآن الكريم

أنزل الله عز وجل كلامه الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع أمين الوحي سيدنا جبريل عليه السلام، وقد قرأ الرسول عليه الصلاة والسلام القرآن على الصحابة، ولكن هؤلاء الصحابة كانوا من قبائل مختلفة وقد اختلفت ألسنة تلك القبائل أو اللهجات وقد أقرأ الرسول عليه الصلاة والسلام كل جماعة باللسان الأيسر لها، وكل تلك الألسنة هي قرآن نزل من عند الله عز وجل كما هو واضح في هذا الحديث الشريف:

“سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ في حَيَاةِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هو يَقْرَأُ علَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ في الصَّلَاةِ، فَتَصَبَّرْتُ حتَّى سَلَّمَ، فَلَبَّبْتُهُ برِدَائِهِ، فَقُلتُ: مَن أقْرَأَكَ هذِه السُّورَةَ الَّتي سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ؟! قالَ: أقْرَأَنِيهَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَقُلتُ: كَذَبْتَ؛ فإنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدْ أقْرَأَنِيهَا علَى غيرِ ما قَرَأْتَ، فَانْطَلَقْتُ به أقُودُهُ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَقُلتُ: إنِّي سَمِعْتُ هذا يَقْرَأُ بسُورَةِ الفُرْقَانِ علَى حُرُوفٍ لَمْ تُقْرِئْنِيهَا! فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أرْسِلْهُ، اقْرَأْ يا هِشَامُ، فَقَرَأَ عليه القِرَاءَةَ الَّتي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كَذلكَ أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قالَ: اقْرَأْ يا عُمَرُ، فَقَرَأْتُ القِرَاءَةَ الَّتي أقْرَأَنِي، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: كَذلكَ أُنْزِلَتْ؛ إنَّ هذا القُرْآنَ أُنْزِلَ علَى سَبْعَةِ أحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا ما تَيَسَّرَ منه.”

لذلك فأصل القراءات العشر هو أصل توقيفي أي أنها جميعًا وحيًا من عند الله وقرآنًا أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

أسهل القراءات العشر

بعد أن تحدثنا عن أصل القراءات العشر، فمن المؤكد أن كل من يرغب في تعليم القراءات سوف يتساءل من أي قراءة يبدأ وما هي الرواية الأسهل والأشهر في البلاد الإسلامية.

وتعد رواية حفص عن عاصم هي الأشهر في وقتنا الحالي، ويرجع ذلك لكونها القراءة الأسهل بين العشر قراءات المتواترة وذلك لسهولة أحكامها وقلة عددها مقارنة بباقي القراءات فعلى سبيل المثال لا يوجد إمالة فى رواية حفص عن عاصم (سوى في كلمة واحدة) مما جعلها أسهل على الكثيرون حيث أن النطق دون إمالة هو الأشهر في لهجات اللغة العربية.

بالإضافة لذلك فأحكام المدود في رواية حفص عن عاصم تعتبر أسهل وأقصر من غيرها، بالإضافة لخلوها من كثير من الأحكام الموجودة في القراءات الأخرى.

سبب اختلاف القراءات العشر

كما ذكرنا في أصل القراءات العشر فقد أجاز الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقرأ كل صحابي بما عُلم، وبذلك أصبح لدينا جيلًا من الصحابة رضوان الله عليهم يتلون القرآن بألسنة مختلفة ولكنها جميعًا من عند الله ولا يتغير بها المعنى.

وقد تفرغ بعض الصحابة لحفظ وتلاوة القرآن وإقرائه لغيرهم من الصحابة ثم التابعين.

وقد توفي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولم يكن القرآن مجموعًا في مصحف واحد ولكن كان محفوظًا في صدور الصحابة، ومُدونًا بشكل متفرق.

ولكن بعد حروب الردة التي قتل فيها الكثير من حُفاظ الوحي خاف الصحابي عُمر بن الخطاب على ضياع القرآن وأشار على أبي بكر الصديق بجمع القرآن، وقد تم هذا على يد زيد بن ثابت الذي جمع القرآن في مصحف واحد شاملًا للأحرف السبعة.

وحين اتسعت رقعة الدولة الإسلامية انتقل الصحابة للبلاد المفتوحة من أجل تعليم المسلمين الجدد أمور الدين وإقرائهم القرآن.

، وكان كل صحابي يُعلم الناس بالحرف الذي تعلمه، فتعددت الروايات للأحرف السبع التي قرأ بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لذلك ظهر الاختلاف مما أثار خوف عثمان بن عفان على كتاب الله ودفعه لجمع القرآن على حرف واحد لتجنب الفتنة ومن هنا ظهرت المصاحف العثمانية وتقرر ترك ما عاداها لضبط القراءة، ومن هنا ظهرت القراءات السبع ثم العشر وهي القراءات المتواترة والموافقة لرسم المصحف العثماني.

ويمكنك الاطلاع علي أنواع القراءات السبع وما هي

القراء العشر الذي ينسب إليهم القراءات القرآنية 

في حين أن أصل القراءات العشر يعود لعهد الرسول عليه الصلاة والسلام، إلا أن القراءات بأسمائها المعروفة الآن قد نسبت لأئمة القراءات من التابعين نظرًا لأنهم اختاروا قراءة بعينها ولازموها وعلموها لغيرهم من المسلمين، فبدأت ترتبط تلك القراءة باسم الإمام حتى اكتسبت اسمها نسبة له.

وتلك القراءات العشر هي القراءات الصحيحة المتواترة التي انطبقت عليها الشروط التي وضعها العلماء، وقد كان هؤلاء الأئمة ثقات ومعروفين ببراعتهم في قراءة القرآن وورعهم وعلمهم الغزير، وفيما يلي نبذة عن كل منهم:

الإمام نافع المدني

70-169 هـ

كان الإمام نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم أصبهاني الأصل، وقد كان إمامًا للقراءات في المدينة حيث أنه قرأ القرآن الكريم على عدد كبير من التابعين، ثم أقرأ الناس كتاب الله لمدة تزيد عن 70 عامًا.

أشهر من روى عنه قالون وورش.

أبو جعفر المدني

130 هـ

هو يزيد بن القعقاع المخزومي، وهو تابعي جليل وقد قرأ القرآن على الصحابة أبي هريرة وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة.

وقد كان إمام أهل المدينة في القراءة لذلك عُرف بأبي جعفر القارئ.

أشهر من روى عنه عيسى بن وردان، وسليمان بن جماز.

الإمام عبد الله بن كثير المكي

45-120 هـ

كان عبد الله بن كثير فارسي الأصل ولكنه انتقل إلى مكة وعاش بها، وأصبح إمام المكيين في القراءة.

 وهو من الطبقة الثانية من التابعين، وقد روى عن عدد من الصحابة مثل أنس بن مالك وعبد الله بن الزبير.

أشهر من روى عنه البزي وقنبل.

الإمام أبو عمرو البصري

68- 145 هـ

هو أبو عمرو بن العلاء بن عمار التميمي البصري، وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة وقد ولد في مكة وعاش في البصرة.

أشهر من روى عنه الدوري والسوسي.

الإمام بن عامر الدمشقي

8-118 هـ

هو عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة اليحصبي، وهو من التابعين وقد كان قاضي دمشق في عهد الوليد بن عبد الملك وكان إمام أهل الشام في القراءة وشيخه هو المغيرة بن أبي شهاب المخزومي.

أشهر من روى عنه ابن ذكوان وهشام.

الإمام عاصم بن أبي النجود الكوفي

127 هـ

هو عاصم بن بهدلة أبي النجود، وقد كان شيخ القراء في الكوفة ويعد من التابعين وقد قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش الأسدي.

وقد عُرف بحسن صوته في القرآن، وبراعته في تجويد القرآن، وأشهر من روى عنه حفص وشعبة.

الإمام حمزة الزيات 

80-165 هـ

هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل، ويعد من التابعين حيث أدرك بعض الصحابة.

وقد كان إمام الناس في القراءة بعد عاصم والأعمش، وعُرف بأنه عابد خاشع مقيم للفرائض وعالم باللغة العربية.

وأشهر من روى عنه خلف وخلاد.

الإمام الكسائي

119-189 هـ

علي بن حمزة أبو الحسن الأسدي، قرأ القرآن على الإمام حمزة الزيات وعيسى بن عمر الهمداني.

وقد اشتهر الإمام الكسائي بعلمه في اللغة العربية والنحو بجانب القراءات.

وأشهر من روى عنه أبو الحارث والدوري.

الإمام يعقوب الحضرمي 

117-205 هـ

هو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق أبو محمد الحضرمي، وقد كان إمامًا للقراءة في البصرة وقراءته هي أحد القراءات الثلاثة المتممة للعشر.

وأشهر من روى عنه رويس وروح.

الإمام خلف العاشر

150-229 هـ

هو خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف أبو محمد الأسدي البغدادي، حفظ القرآن في عمر العشر سنوات وقد قرأ على سليم عن حمزة وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة ويعقوب بن خليفة الأعشى.

أشهر من روى عنه إسحاق وإدريس.

ويمكنك الاطلاع علي أثر تعدد القراءات في اختلاف الفقهاء

وأخيرًا نستطيع أن نختم حديثنا عن أصل القراءات العشر بأنها طرق لتلاوة القرآن لازمها بعض الإئمة حتى اُشتهروا بها ويعود مصدرها جميعًا إلى الوحي فهي ليست من اختراع أي شخص.

ولا شك أن طلب العلم في مجال قرات القران هو أمر عظيم، لذلك فقد نظمت أكاديمية أم القرى دورات متخصصة في تعليم القراءات من البداية وستجد رابط الدورة والتفاصيل في قسم الدورات بموقعنا الإلكتروني، كذلك يمكنك التواصل مع فريق خدمة العملاء لدينا من أجل مساعدتك في اختيار الدورة المناسبة لك.

الأسئلة الشائعة

هل كانت القراءات العشر في عهد الرسول؟

يرجع أصل القراءات العشر لعهد الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن القراءات العشر المعروفة الآن لم تكن موجودة في ذلك الوقت حيث أن أغلبها نُسب لأئمة القراء من التابعين والجيل الذي تلاهم لملازمتهم لتلك القراءة وتعليمهم بها.

من أين جاءت القراءات؟

القراءات هي اختيارات لأئمة القراء من التابعين الذين قرأوا بها طوال حياتهم وعلموها لغيرهم حتى عُرفوا بها، ونُسبت تلك القراءات إليهم نسب ولكنها بالطبع ليست من ابتداعهم فهي قراءات متواترة أخذوها من الصحابة رضوان الله عليهم والذين بدورهم سمعوها من النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.

من هو صاحب القراءات العشر؟

القراءات العشر لا تنسب لشخص واحد وإنما تُنسب كل قراءة لأحد أئمة القراءات العشر.

ما هي اصعب رواية في القران؟

تعد رواية الدوري عن الكسائي من أصعب الروايات في القرآن.

هل القراءات العشر كلها صحيحة؟

نعم، القراءات العشر كلها صحيحة حيث ينطبق عليها شروط الصحة من تواترها بسند متصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وموافقتها للمصحف العثماني، وموافقتها لأحد أوجه اللغة العربية.