أنواع القراءات السبع وما هي

لعلك سمعت يومًا ما قراءة للقرآن تختلف عن تلك التي تعلمتها في صغرك وقيل لك أنها أحد القراءات السبع او العشر ولكنك لا تعرف ما ماهي وما أنواع القراءات السبع.

ولكنك لست وحدك فعلى الرغم من أهمية هذا الأمر إلا أن الكثير لا يعرف عنه شيئًا حيث أنه لا يُطرح إلا في مراكز تحفيظ القرءان و غيرها من مراكز تدريس العلوم القرآنية للمختصين.

لذلك فقد خصصنا هذا المقال للحديث عن قرات القرآن وأئمة القراء المشهورين وتصحيح بعض المفاهيم المختلطة على البعض.

تعريف القراءات السبع

يمكن تعريف مصطلح “القراءة” في علوم القرآن بأنها طريقة لنطق ألفاظ القرآن أخذها الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم ونقلوها للتابعين والذين نقلوها بدورهم للجيل التالي وهكذا.

وأما القراءات السبع فهي اختيارات لبعض أئمة القراءات في جيل التابعين والجيل الذي يليه، وقد تلقى هؤلاء الإئمة عدة قراءات ولكنهم اختاروا قراءة بعينها وعلموها للناس على مدار السنوات حتى عُرفوا بها من كثرة تعليمهم بها لذلك نُسبت تلك القراءات لهم. 

كذلك يمكن تعريف القراءات السبع بأنها السبع قراءات التي تم جمعها في مؤلفات علماء القراءات وأشهرهم “بن مجاهد” ومن هنا عُرفت أنواع قرات القران المشهورة حتى الآن، وقد تم نسب كل قراءة لناقلها من الأئمة مع الأخذ في الاعتبار أن تكون جميعها موافقة لشروط الصحة ومنقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

أنواع القراءات السبع

أنواع القراءات السبع هي: قراءة نافع في المدينة، قراءة عبد الله بن كثير في مكة، قراءة عاصم وحمزة والكسائي في الكوفة، أبو عمرو بن العلاء في البصرة، عبد الله بن عامر في الشام.

1- نافع المدني

هو الإمام نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي، وهو إمام القراءة في المدينة بعد التابعين، وقد أقرأ بها حوالي 70 سنة.

وقد قرأ نافع على عدد من التابعين منهم عبد الرحمن بن هرمز الأعرج والذي قرأ بدوره على أبي هريرة وابن عباس.

والروايات المشهورة عنه رواية ورش عن نافع، ورواية قالون عن نافع.

2- عبد الله بن كثير

كان عبد الله بن كثير إمام القراءة في مكة و أشهر من تلقى عنه القرآن أبي السائب عبد الله بن السائب المخزومي والذي قرأ القرآن على أبي بن كعب وعُمر بن الخطاب.

و أشهر الروايات عنه رواية البزي عن بن كثير ورواية قنبل عن ابن كثير.

3- أبو بكر عاصم بن أبي النجود

يُعرف بعاصم الكوفي وهو من التابعين وكان إمام القراء في الكوفة وعُرف بإتقانه القراءة والتجويد وحسن الصوت.

ومن أشهر الروايات عنه رواية شعبة عن عاصم، ورواية حفص عن عاصم وهي الأشهر في وقتنا الحالي في أغلب البلاد الإسلامية.

4- حمزة بن الزيات 

هو حمزة بن حبيب بن إسماعيل وقد اكتسب لقبه “الزيات” نتيجة عمله في جلب الزيت من العراق إلى حلوان.

ويعتبر حمزة بن الزيات من التابعين، وينتهي سند قراءته إلى علي بن أبي طالب وابن مسعود.

5- الكسائي

هو علي بن حمزة المعروف بأبي الحسن، وقد كان إمامًا للقراءة في الكوفة، وقد تلقى القراءة على يد العديد من الأئمة الكبار مثل حمزة الزيات وعاصم وشعبة والذين ينتهي سندهم جميعًا إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

أشهر الروايات عنه رواية أبي الحارث عن الكسائي ورواية الدوري عن الكسائي.

6- أبو عمرو بن العلاء

يُعرف أيضًا بأبي عمرو البصري لأن مقره كان في البصرة، وقد قرأ على العديد من الأئمة ومنهم أبي العالية الذي تلقى من الصحابة عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وعبد الله بن عباس.

وأشهر الروايات عنه رواية الدوري عن أبي عمرو، ورواية السوسي عن أبي عمرو.

7- عبد الله بن عامر اليحصبي

هو من التابعين وكان إمامًا للقراءة في دمشق وقد تلقى القرآن عن المغيرة بن أبي شهاب وأبي الدرداء الذين تلقوا القرآن عن عثمان بن عفان.

وقد روى عنه هشام وابن ذكوان.

سبب الاقتصار على القراءات السبع

عند الحديث عن أنواع القراءات السبع يتبادر إلى ذهن الكثير سؤال لماذا تم الاقتصار على سبع قراءات فقط؟

لكي نجيب هذا السؤال لابد أن نعرف تاريخ قرات القران، فقد نزل القرآن على سبعة أحرف وقد قرأ كل صحابي بالحرف الذي سمعه من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، ومن هنا تعددت قرات القران ولا سيما بعد فتوحات الإسلام عندما بدأ الصحابة بتعليم المسلمين الجدد في الأمصار المختلفة.

• في عهد عثمان بن عفان تم جمع القرآن في مصحف واحد لكي يجمع الأمة الإسلامية على حرف واحد ويُخمد نيران أي فتنة محتملة، وقد كان هذا المصحف العثماني جامعًا لكل القراءات.
• ونظرًا لأهمية القراءات فقد اهتم العديد من العلماء بالتأليف فيها، ومنهم العديد من أئمة القراء المعروفين حتى الآن.
• ولكن يعتبر العلماء أن أول من كتب عن القراءات بشكل مفصل هو “أبو عبيد القاسم بن سلام” في القرن الثالث الهجري حيث ألف كتابًا عن القراءات جمع فيه 25 قراءة.
• ومن أهم الكتب في القراءات هو كتاب “السبعة في القراءات” للعالم “أبي بكر أحمد بن مجاهد”، وقد قام فيه بعمل جليل حيث اختار 7 قراءات بناءًا على شروط معينة للتأكد من صحتها وجمعها في كتابه وبين الاختلافات بينها، وقد كان هذا الكتاب هو أول كتاب يقتصر على القراءات السبع.
• وقد كان اقتصار المؤلفين في القراءات على عدد محدود من القراءات هو أقوى سبب لانتشارها دون غيرها.
• ومن الجدير بالذكر أن تلك القراءات هي قرات القران التي استوفت شروط الصحة من موافقة للغة العربية وللمصحف العثماني وأنها روايات متواترة بسند متصل.
• والتواتر يعني أن تنتقل الرواية من جماعة إلى جماعة على مر الزمن، وهذا يُجزم بصحتها لأنه يستحيل أن تخطئ جماعة كاملة في النقل عن جماعة أخرى.
• والجدير بالذكر أنه بعد ذلك أضاف العلماء ثلاثة قراءات لتلك القراءات السبع وتُسمى القراءات الثلاث المتممة وظهر ما يُعرف بالقراءات العشر.

الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف 

عند الحديث عن أنواع القراءات السبع يعتقد البعض أنها هي نفسها الأحرف السبع التي ذكرها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ولكن هذا خطأ كبير بإجماع العلماء.

وقبل شرح معنى الأحرف السبع لابد من التنويه أن هذا الموضوع هو محل خلاف بين العلماء وما نعرضه في هذا السطور القادمة هو قول جمهور العلماء.

ذكر العلماء أن معنى الحرف في اللغة العربية الوجه، والمقصود بسبعة أحرف سبعة لغات من قبائل العرب وقد نزل القرآن على سبعة أحرف كما في الحديث الشريف:

“أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ ، قالَ: فأتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ القُرْآنَ علَى حَرْفٍ، فَقالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطِيقُ ذلكَ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ القُرْآنَ علَى حَرْفَيْنِ، فَقالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطِيقُ ذلكَ، ثُمَّ جَاءَهُ الثَّالِثَةَ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ القُرْآنَ علَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، فَقالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطِيقُ ذلكَ، ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةَ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ القُرْآنَ علَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فأيُّما حَرْفٍ قَرَؤُوا عليه فقَدْ أَصَابُوا.”

ويتضح لنا من الحديث الشريف السابق أن الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف هي التيسير والتخفيف عن المسلمين في هذا الوقت، فالعرب كانوا قبائل متعددة وكان لكل قبيلة لسانها العربي الذي يختلف عن القبيلة الأخرى، فأذن الله عز وجل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بإقراء أمته على سبعة أحرف.

الفرق بين القراءات السبع والأحرف السبع

أوضحنا سابقًا أن الأحرف السبع هي لغات القبائل العربية التي نزل بها القرآن الكريم وهي تختلف عن أنواع القراءات السبع حيث أن قرات القران هي طرق تلاوته المختلفة.

ومن هذا التعريف يتضح لنا أن القراءات السبع هي ليست الأحرف السبع التي ذُكرت في الحديث الشريف، بل هي اختيارات أئمة القراء مما تواتر عن النبي عليه الصلاة والسلام.

 وأكبر دليل على ذلك أن تجميع تلك القراءات السبع وتحديدها بهذا العدد قد جاء متأخرًا في القرن الرابع الهجري، في حين أن الأحرف السبع قد أًنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وبالتالي يُمكننا اعتبار القراءات السبع جزءًا من الأحرف السبع التي نزل بها القرآن أو هي جميعًا جزء من حرف واحد كما رجح بعض العلماء، وقد اشتمل المصحف العثماني على كل تلك القراءات.

في الختام فإن القراءات السبع والثلاث المتممة لها هي تلاوات للقرآن متواترة عن النبي عليه الصلاة والسلام، وهي ليست السبعة أحرف التي نزل بها القرآن.

وقد أوردنا في السطور السابقة أهم المعلومات التي ينبغي أن يعرفها كل مسلم عن أنواع القراءات السبع، ولكن من أجل دراسة تلك القراءات لابد من تلقيها على يد أحد المختصين في القراءات.

وتستطيع أن تبدأ رحلتك الآن في تعلم القراءات السبع أو تحفيظ القرءان مع أكاديمية أم القرى، كل ما عليك هو الانتقال لقسم الدورات في الموقع الإلكتروني الخاص بنا، أو تواصل معنا من خلال خدمة الواتس آب لمساعدتك في اختيار الدورة المناسبة لك والحجز بسهولة.

الأسئلة الشائعة 

ما هي القراءات السبع في القران الكريم؟

القراءات السبع هي قراءات للقرآن تواترت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها العلماء في كتب القراءات لما تأكدوا من صحتها.

ماذا قال الرسول عن القراءات السبع؟

لم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام شيئًا عن القراءات السبع، لأن القراءات السبع بشكلها النهائي لم تتشكل إلا بعد وفاته، ولكن ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأحرف السبع وهي مصدر تلك القراءات.

ما هي الرواية التي كان يقرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم؟

الروايات تشكلت بصورتها الحالية بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام لذلك فالسؤال غير صحيح في ذاته، ولكن ما ثبت عن النبي قراءته بالأحرف السبع التي نزل بها القرآن جميعًا.