ما الفرق بين التلاوة والتجويد وأهميتهما

يخلط الكثيرون بين العديد من المصطلحات المرتبطة بالقرآن الكريم، فلا يعرفون ما الفرق بين التلاوة والتجويد والترتيل وغيرها من المصطلحات.

لذلك فسوف نتناول في هذا المقال بعض تلك المصطلحات المرتبطة بالقرآن ونعرف ما هي تلاوة القران وما أهمية تعليم التلاوة ونتعرف كذلك على التجويد واهميته والفرق بينه وبين الترتيل.

ما مفهوم التلاوة

لكي نوضح الفرق بين التلاوة والتجويد لابد من تعريف كل منهم على حدة وفهم معناه قبل المقارنة بين المصطلحين.

فكلمة تلاوة هي من المصدر”تلا” ومعناه قرأ، فالتلاوة إذن في اللغة العربية هي القراءة، والتلاوة إصطلاحًا تشير إلى قراءة القرآن الكريم.

وتلاوة القران الكريم هي كلمة عامة تشمل جميع القراءات وسرعات التلاوة ، ولكن البعض يستخدم مصطلح تعليم التلاوة للدلالة على تعلم القراءة الصحيحة وفقًا لأحكام التجويد.

أهميه تلاوة القرأن الكريم 

من أجل توضيح الفرق بين التلاوة والتجويد بشكل دقيق لابد من معرفة أهمية وفضل كل منهم. 

ولا شك أن تلاوة القران الكريم لها فضل عظيم في الدنيا والآخرة، مثل:

• الأجر والثواب الذي يناله المسلم عند قراءة حرف واحد من القرآن، فإن تلاوة القرآن لها عظيم الجزاء، وهي فرصة للحصول على جبال من الحسنات فكل حرف بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها كما ورد في الحديث الشريف: “من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ : آلم حرف؛ ولكن ( ألفٌ ) حرف، و( لامٌ ) حرف، و( ميمٌ ) حرف”

• يأتي القرآن الكريم شفيعًا لصاحبه كما ورد في الحديث الشريف”اقرَؤوا القرآنَ؛ فإنَّهُ يأتي يومَ القيامةِ شَفيعًا لأصحابِهِ”.
• تحتاج كل روح إلى أن تتغذى وتتصل بخالقها ولا يوجد أعظم من تلاوة كلام الله عز وجل لتحقيق هذا الإتصال، ولذلك كانت تلاوة القرآن فرضًا في الصلوات الخمس.
• القرآن هو كتاب الله الجامع لكل ما يحتاجه الناس في حياتهم الدنيا، فكثيرون يضلون في أثناء بحثهم عن الحق وهم لا يعلمون أنه بين أيديهم في كتاب الله عز وجل، لذلك فتلاوة القرآن بتدبر تساعد المسلم على الوصول للحق والوصول للمعاني الضرورية لكي يعيش حياة طيبة على مراد الله عز وجل.
• آيات القرآن التي نزلت في بداية بعثة النبي عليه الصلاة والسلام تساعد في زرع أساسيات العقيدة السليمة في قلوب كل من يقرأها.
• تلاوة القرآن تساعد في الهدوء والراحة من هموم الحياة الدنيا، فهي تريح القلب وتزيل الهم والغم وتمنح المسلم القدرة على الصبر على البلاء.
• يوجد جزاء عظيم لمن يتلون القرآن في جماعة وقد ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث:

 “مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ، وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ.”

ما مفهوم التجويد 

التجويد في اللغة من المصدر جود وتعني حسن وأتقن الشيء وأتى به جيدًا، أما اصطلاحًا فالتجويد هو العلم الذي يدرس كيفية قراءة ألفاظ القرآن وإخراج كل حرف من مخرجه الصحيح وإعطاءه حقه من الصفات، وكذلك يدرس الأحكام التي تتعلق بالحرف عند مجاورته لحرف آخر.

وقد قال “ابن الجزري” عن التجويد أنه إعطاء الحروف حقوقها، وترتيبها مراتبها، ورد الحرف إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله، وإشباع لفظه، وتلطيف النطق به، على حال صيغته وهيئته، من غير إسراف ولا تعسف، ولا إفراط ولا تكلف.

ومن هذا التعريف يتضح لنا الفرق بين التلاوة والتجويد، فالتجويد هو مرحلة أكثر تقدمًا من تلاوة القران فحسب وإنما القراءة بشكل مُتقن متوافق مع الكيفية التي نزل بها على رسولنا الكريم.

ومن أجل تعليم التلاوة بأحكام التجويد الصحيحة لابد من التلقي من شيخ مُتقن مُجاز يقرأ بسند صحيح متصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وتعليم الاحكام والتجويد، وهذا ما نحرص عليه عند تقديم دوراتنا في أكاديمية أم القرى.

اهميه التجويد في القرأن الكريم 

إن الفرق بين التلاوة والتجويد له جوانب عديدة ومنها الاختلاف بين أهمية كل منهم، وللتجويد فضل كبير يتلخص فيما يلي:

• الهدف الأساسي لتعلم التجويد هو حفظ اللسان من الوقوع في اللحن الجلي أواللحن الخفي.
• تلاوة القرآن بالتجويد الصحيح يضمن عدم وقوع القارئ في الإثم نتيجة تغيير معنى الآيات بسبب النطق الخاطئ للحروف.
• في تعلم التجويد اتباع لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، فمتعلم التجويد يسعى لقراءة القرآن كما قرأه النبي الكريم وهذا ما نهتم به في طرق تدريس حلقات التحفيظ مع طلابنا.
• التجويد هو الحارس على ألفاظ القرآن، فعلم التجويد هو الذي يجعل جميع المسلمين في كل زمن من كل مكان قادرين على قراءة القرآن كما أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

• التجويد هو العلم الذي يمكن تدريسه لغير العرب بغرض تعليمهم تلاوة القرآن بشكل صحيح.

ويمكنك الاطلاع علي اساسيات تعلم قواعد التجويد للمبتدئين

الفرق بين التلاوة والتجويد

 أصبح الفرق بين التلاوة والتجويد واضحًا بعد تعريف كل منهم وشرح أهميته، فالتلاوة هي لفظ يشمل قراءة القرآن بشكل عام بما فيها القراءة الصحيحة والخاطئة والقراءة السريعة والبطيئة وهكذا، فأي قراءة للقرآن هي تلاوة له.

أما التجويد فيُقصد به التلاوة الصحيحة للقرآن التي يُراعى فيها أحكام التجويد، فتجد عامة المسلمين يقولون “إنه يقرأ القرآن بالتجويد” أي يتلوه تلاوة صحيحة ويراعي مخارج الحروف وصفاتها وأحكامها.

أثر تطبيق احكام التجويد أثناء تلاوة القرأن الكريم 

تعليم التلاوة بالتجويد الصحيح عمل عظيم لابد أن يسعى له كل مسلم، والفرق بين التلاوة والتجويد كالفرق بين شخص يتحدث لغة قوم ما دون إتقان فلا يشعر بالإنتماء لهم، وشخص آخر يُتقن لغتهم فيشعر بالإنتماء لهم. 

وكذلك تعلم التجويد يشعرك حقًا بالإنتماء لدين الإسلام الحنيف، وله أثر كبير على التلاوة مثل:

• يساعد تعلمك للتجويد على إزالة الحواجز بينك وبين كلام الله عز وجل، فعندما تُصبح متقنًا للقراءة ستجد نفسك مقبلًا على قراءة أجزاء كبيرة من القرآن لأن التلاوة أصبحت أمرًا يسيرًا بالنسبة لك.
• القراءة بالتجويد تُجبرك على التمهل في التلاوة مما يعطيك الفرصة لتدبر معاني الآيات والتفكر في هذا القرآن العظيم.
• التلاوة بقواعد التجويد الصحيحة تجعل لكلمات القرآن وقعًا قويًا على النفس، فتنغرس معاني الآيات في القلب وتتحقق الغاية من الخشوع في التلاوة.
• تلاوة القرأن الكريم بأحكام التجويد تعكس جمال أياته في كل حرف ينطق بوضوح مثل عند معرفه اسماء القرءان الكريم مما يزيد الخشوع في القلب.

الفرق بين ترتيل القرأن وتجويده

سبق الحديث عن الفرق بين التلاوة والتجويد وتعريف كل منهم، ولكن هناك مصطلح آخر يتداخل معهم ويخلط الكثيرون بينه وبين التلاوة والتجويد وهو “الترتيل”.

والترتيل هو التمهل في القراءة، وإعطاء كل حرف حقه وزمنه وفصله عن الحرف الذي يليه فلا تتداخل الحروف مع بعضها البعض.

وهنا نفرق بين قولين للعلماء، فالقول الأول أن ترتيل القرآن هي كلمة عامة تضم جميع مراتب التلاوة من تحقيق وتدوير وحدر.

والقول الثاني أن الترتيل هو أحد مراتب التلاوة بين التحقيق والتدوير، فالترتيل هو قراءة مترسلة للقرآن في حين أن التحقيق يُركز على رياضة اللسان والإتيان بجميع أحكام تجويد القرآن من أجل تعليم التلاوة بشكل خاص.

ويمكنك الاطلاع علي وسائل تحسين التلاوة وأثرها

ختامًا، فالتلاوة كلمة تشير لقراءة القرآن بشكل عام، بينما يشير مصطلح التجويد إلى القراءة الصحيحة المتقنة لكلام الله عز وجل كما أنزله.

وتعلم التلاوة الصحيحة والتجويد أمر مهم للغاية حتى اعتبره بعض العلماء فرضًا على كل مسلم، واعتبر البعض الآخر أن الفرض هو القراءة السليمة فحسب دون دراسة أحكام التجويد النظرية جميعها.

وقد كان هذا من دواعي اهتمام أكاديمية أم القرى بتقديم دورات وحلقات لتعليم التلاوة الصحيحة وقواعد التجويد على يد معلمين متخصصين، ويمكنك أن تخطو خطوتك الأولى نحو تلاوة صحيحة للقرآن الآن فقط تواصل معنا وسوف نساعدك في الالتحاق بالدورة المناسبة لك.

الأسئلة الشائعة

ما الفرق بين التلاوة و التجويد و الترتيل؟

التلاوة هي قراءة القرآن، والتجويد هو العلم الذي يدرس أحكام نطق القرآن الكريم من حيث مخارج الحروف وصفاتها وأحكامها، أما الترتيل يعني القراءة بتمهل وبطء.

ما الفرق بين القراءة و التلاوة و الترتيل؟

التلاوة هي مرادف القراءة ولهم نفس المعنى، ولكن الترتيل يشير إلى القراءة المترسلة التي تعطي كل حرف حقه وزمنه فلا تدخل الحروف في بعضها وتضيع الكلمات.

هل كان يقرأ رسول الله القرآن الكريم بالتجويد؟

نعم كان يقرأ الرسول عليه الصلاة والسلام القرآن بالتجويد، ولكن تلك القواعد والأحكام لم تكن تُعرف وقتها باسم “التجويد” لأن علم التجويد ظهر في وقت لاحق وهو عبارة عن استخلاص قواعد لقراءة القرآن بطريقة سليمة من القراءة المتواترة عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه.

ما الفرق بين التلاوة والتدبر؟

التلاوة هي قراءة القرآن، والتدبر هو التفكر في معنى الآيات للوصول للمعاني العميقة وراءها.